بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين
نبينا و قدوتنا و حبيبنا محمد عليه و على آله و صحبه أجمعين
يبحث الكثير من الناس عن السعادة و راحة البال
لكن مفهومها قداختلط بمفهوم السرور عند كثير من المثقفين
فضلا عن بقية الناس
و لم يعرف معناها الا قله من الناس , ,
تأمل معي هذا الحديث , ,
قال عليه الصلاة و السلام في حديث أنس رضي الله عنه و أرضاه
[ ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان
أن يكون الله و رسوله أحب إله مما سواهما
و أن يحب المرء لا يحبه إلا لله
و أن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار ]
[ حديث صحيح رواه البخاري و مسلم ]
لو تأملنا معاني هذا الحديث العظيم لوجدناها تلخص لنا مفهوم السعادة الحقيقية
في عدة أمور شملت أصول هذه السعادة
فبدأ بحب الله و هو أعظم حب يمر في حياة الإنسان
حيث بحبه تطبق شرائعه و أوامره و تجتنب نواهيه
ثم حب رسوله عليه الصلاة و السلام الذي طبق هذه الشريعة بجميع نواحيها
من عبادات و معاملات بين الناس و أخلاق و سلوك حيث أنه بعث ليتمم مكارمها , ,
و حب الله و رسوله يجمعان لنا حب هذا الدين الحنيف
دين المحبة و السعادة و الفوز في الدارين
ثم يأتي بعد ذلك حب المسلمين [ و أن يحب المرء لا يحبه إلا لله ]
و قيد هذا الحب بأن لا يكون إلا في الله
لا كما يكون بين بعض الناس من قضايا العشق و الهيام
العشق الغير منضبط بأي ضوابط
لا دينية و لا أخلاقية
ولكن الإسلام جعل المحبة تكون في الله عز و جل و قرب هذا الإنسان
من الله و تطبيق شريعته ليس في الأمور المفروضة و حسب
بل تتعدى إلى تطبيقه للإسلام بكل معانيه الجميلة من سنن و أخلاق
و تعامل و رحمة و إشفاق على المخطئين و الأخذ بيدهم .
و في النهاية قال [ و أن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار ]
و هنا عبر بالكفر عن كل منكر لأن الكفر هو من أعظم درجات المنكر
فما دون ذلك من مخالفات يكون أولى بتركه و البعد عنه و اجتنابه
كما أن حب الله و رسوله يعبر عن الحب و الاقتراب من كل معروف
و كل أمر يحبه الله و رسوله
هل عرفت الآن ما هي حلاوة الحياة الحقيقية ؟ ؟
نعم إنها حلاوة الإيمان بكل معانيها الجميلة
---------------------------------------------------