السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أصبح السفر إلى الحج في العصر الحديث سريعًاوسهلاً. وترتب على ذلك احتمال
انتشار الأمراض أوتعرض الحاج للأخطارالصحيةإذا لم يكن على درايةبالمشاكل
التي قد تقابله في منطقة غير معتاد عليها مثل موسم الحج، وأهم الأخطار الصحية التي قد تقابل الحاج هي:
الأمراض المعدية:
التي تنتشر في بعض المناطق ويتعرض لها الحاج المسافر، مثل الأمراض التي تنتقل عن طريق الطعام والشراب كأمراض الإسهال،والالتهاب الكبدي الفيروسي، والحمى التيفية(التيفود)،والهيضة(الكول يرا)،والأمراض التي تنقلهاالحشرات كالحمى الصفراءوالملاريامن البعوض،والتيفوس من البراغيث،والقمل،والقراد، وهناك الحمى المالطية(حمى البورسيلا-الحمى المتموجة)،وهي منتشرةبالمملكة
العربية السعودية.
التطعيم قبل السفر:
يجب على الحاج عمل التطعيمات اللازمة للوقاية من الأمراض المعدية، مثل
الكوليرا، والتيفود، والباراتيفود، والحمى الصفراء، والطاعون،والجدري،
والحمى الشوكية،والتطعيم بلقاح النيموكوكس والهيموفيلس،وبالنسبةللأطفال
التطعيم ضد شلل الأطفال، والسعال الديكي، والدفتريا، والحصبة، والدرن،
والتيتانوس.
الكوليرا:
يجب تطعيم الحجاج ضدالكوليرا قبل قيامهم بفريضة الحج أو العمرة، ويطعم شخص في أي سن، ما عدا الأطفال الذين يبلغون من العمر سنة فأقل والسيدات الحوامل في الشهرين الأخيرين من الحمل، ويُعطى الحاج جرعتين تحت الجلد 2/1سم3 في الفترة (1 - 4 أسابيع)، ويمكن إعطاء جرعة إضافية 1مم3، والقيمة الوقائية للتطعيم محدودة؛ إذ تصل حوالي 50%، ويستمر لمدة 6 أشهر.
وهناك قواعددولية متعارف عليها لمنع الكوليرا، حيث تعتبر فترة الحضانة 5 أيام، وتُطلب شهادة تطعيم سريعة المفعول. وعندما يأتي شخص من الأماكن
المتوطنةللمرض مثل الهندوباكستان، خلال فترة الحضانة،ويحمل شهادة تطعيم
سارية المفعول يوضع تحت الملاحظة لمدة 5 أيام من السفر، أما إذا كان لا يحمل شهادة يحجز في الحجرالصحي لبعض الوقت فقد يكون حاملاً للميكروب، وهو أخطر من المريض نفسه؛ لأنه لا يشكو من أية أعراض مرضية، ولكن نتيجة مسحة الشرج للكوليرا تكون إيجابية، فحامل الميكروب شخص سليم يختلط بالناس وينقل إليهم المرض، والمعروف أن كل مريض كوليرا يقابله عشرة من حاملي الميكروب،وعلى ذلك يجب إعطاءحامل الميكروب كبسولات تتراسيكلين (2 كبسولة كل 6 ساعات لمدة 5 أيام)، مع ظهور ثلاث عينات براز سلبية متتالية. ورغم ذلك فإن إجراءات الحجر الصحي ليست فعَّالة في الوقاية من الكوليرا دوليًّا؛ ولذلك فعلى الحاج اتباع الإجراءات الصحية للبيئة وللأطعمة التي يتناولها، وعدم مخالطة الحجاج القادمين من مناطق تتوطن فيها الكوليرا مثل الهند وباكستان.
الحمى الصفراء:
مرض مُعْدٍ يتميزبتلف الكبد ومرض الصفراء.ويتم التطعيم ضده دوليًّا، وتعتبر
فترةالحضانةالمعترف بها دوليًّا من (3 - 6 أيام). ويتسبب عن فيروس الحمى
الصفراءالذي ينقله الناموس،وأعراضه ارتفاع مفاجئ في درجةالحرارة، وآلام
بالجسم، وتدهور في وظائف الكبد والكلى. ويتم التطعيم بواسطة لقاح (17د، 17d) ويعطى جرعة واحدة تحت الجلد 2/1 مم لكل الأعمار، وهو يعطي مناعة كاملة بعدعشرة أيام ولمدةعشر سنوات،ويطلب من الحاج المسافر شهادة تطعيم ضد الحمى الصفراء تستمر فاعليتهاعشرسنوات بعد تاريخ التطعيم، وإذا أعيد التطعيم قبل انتهاء العشر سنوات تستمر فاعلية الشهادة 10 سنوات أخرى من تاريخ التطعيم الجديد. وفي حالة استخراج شهادة جديدة،على الحاج المسافر الاحتفاظ بالشهادةالقديمة لحين فاعلية الشهادة الجديدة بعد عشرة أيام من التطعيم، ولا يعطى تطعيم الحمى الصفراء للأطفال قبل سنة.
الطاعون:
مرض معدٍخطير وقاتل، ولكنه نادر الحدوث هذه الأيام. تنتقل العدوى من فأر إلى آخر من الفارإلى الإنسان (عن طريق البراغيث)، وفترة الحضانة المعترف بها دوليًّا 6 أيام. ومن أعراض المرض: تتضخم الغدد اللميفاوية القريبة من أماكن لدغة البرغوث المصاب، وهومايؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم، ثم تسمم الدم، وهو ما يؤدي إلى الوفاة، أو الإصابة بالنوع الرئوي.
والتطعيم ضد المرض يعطي وقايةلمدة 6 أشهر،ويتم بواسطة لقاح يؤخذ كجرعة
واحدة 2/1 مم تحت الجلد.
الجدري:
مرض مُعْدِ خطير يتميز بالطفح الجلدي الذي يغطي الجسم كله، وتنقل العدوى من خلال الجهاز التنفسي والجلد،وفترة الحضانةالمعترف بها دوليًّا 14 يومًا،
وقد اختفى من العالم كله إلى الأبد. ومن أعراض المرض: ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة مع صداع وآلام بالظهر، وظهور طفح بالجلد في اليوم الثالث يعطي الجسم كله في يومين أو ثلاثة ، ويتم التطعيم ضده بواسطة التطعيم الليمفاوي.
حمى التيفود والباراتيفود:
التيفود هو أحدأخطرأنواع الحمى، وهو يحدث المرض نتيجة العدوى (ببكتريا
السالمونيلا، أ، ب، جـ)، ومصادر العدوى المرضى وحاملو الميكروب.. وتنتقل العدوى عن طريق الغذاءأوالشراب الملوث بميكروب السالمونيلا، وبعد فترة حضانة تستمر (14 – 17 يومًا) تظهر الأعراض، وتكون على ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: تستمر أسبوعًا.. تكون مصحوبة بهذيان، وصداع، وحمَّى، وبطء في النبض، وطفح جلدي عبارة عن نقط وردية على البطن.
المرحلة الثانية:
تستمر من أسبوع إلى أسبوعين.. يرافقها ارتفاع في درجة الحرارة، وهو ما يؤثر على الحالة العقلية والنفسية للمريض وتضخم بالطحال وانتفاخ البطن، مع إسهال أو إمساك.
المرحلة الثالثة:
مرحلة الانحدار .. وتستمر 4 أسابيع، وتتميز بتحسن تدريجي وبداية فترة
النقاهة..
الارتداد: قديحدث الارتداد بعدالشفاء وانخفاض درجةالحرارة في خلال أسبوع،
ولكن في العادة تكون هذه المرحلة أقل خطورة من المرض الأصلي.
ويتم التطعيم ضد التيفود والباراتيفود بواسطة لقاح مركب يستمر مفعوله 6 أشهر،وهو يعطي بعض المناعة، ولكن له أثرًاجانبيًّاغير مستحب، ويمكن إعطاء حقنةمنشطةكل 3 سنوات أو أقل،مع مراعاة عدم إهمال وسائل الوقاية الشخصية أثناء تناول الطعام والشراب.
التطعيم ضد الحمى الشوكية:
وقد أفردنا له في هذا الباب موضوعًا مستقلاً.
التطعيم بلقاح النيموكوكس والهيموفيلس:
حيث يكثرفي الأماكن المزدحمة مثل موسم الحج، الالتهابات الرئوية، لا سيما
عند المرضى الذين يعانون من الربو الشعبي والالتهابات الشعبية المزمنة؛ ولذلك ننصح الحجاج بأخذ هذين اللقاحين قبل السفر بمدة لا تقل عن أسبوعين.
والتطعيم بالنسبة للأطفال هام جدًّا، حيث إنهم أكثر عُرضة للإصابة بالأمراض
المعديةمن الكبار. ويجب على الحجاج الاطمئنان على أخذ أطفالهم اللقاحات
العادية التي تُعطى لهم وفقًا لجدول التطعيم العادي للأطفال.
إجراءات صحية لا بد منها لوقاية حجاج بيت الله الحرام:
- فصيلة الدم: يجب على كل حاج أن يعرف نوع فصيلةالدم، ويسجلها في جواز
السفر،ومعرفتك لفصيلة دمك تفيد من جهتين سوف تكون قادرًا على إعطاء جزء من دمك إلى الغير، أو نقل دم إليك في حالات الطوارئ وأنت مطمئن.
- يحتاج الحاج المسافرلفترات من النوم والراحةفي الأيام الأولى والتالية
ليوم السفر للتغلب على المؤثرات التي تقلل من مقاومته للأمراض.
- على الحاج المسافر مراقبة ما يأكله جيدًا، فالأمراض التي تنقل بواسطة
الغذاء قد تكون خطرًا على حياته أو قد تفقده الاستمتاع بالرحلة المقدسة.
واختيار الحاج لما يأكله في الرحلة هام جدًّا، خاصة وأن حُسْن مظهر الطعام لا يثبت خلوه من الجراثيم؛لذا عليه تجنب شرب اللبن إذا كان غير مبستر إلا بعد غليه، وعدم أكل شيء غير مطبوخ ما عدا الفواكه والخضراوات التي يمكن تقشيرها.
أما الطعام المطبوخ فيجب التأكد من كونه طازجًا وجيد النضج، وأن يكون محفوظًافي درجة حرارة أقل من 10 مئوية،أو أكثر من 60 مئوية لضمان سلامته؛ إذ إن حفظ الطعام المطبوخ في درجةحرارةالغرفة أكثر من 4 - 5 ساعات يشكِّل أحد الأسباب الهامة للأمراض التي ينقلها الطعام.
- وعلى الحاج المسافر غلي مياه الشرب إذا لم تكن معاملة بالترشيح
والتنقية، وتجنب الجليد (الثلج) إذا كان مصنوعًا من مياه غير نقية.
- هناك أنواع من الأسماك والصدفيات تكون بها مواد سامة في أوقات معينة من السن؛ لذا يجب التأكد من ذلك من الهيئات الصحية بالمملكة.
- وفي حالة عدم إمكان وجود بديل للطعام غير المأمون (مثل لحوم الأضاحي)، فيجب تناول كميات صغيرة منه؛ لتقليل الخطر الذي قد ينشأ عن تناوله؛ إذ إن فقدان قليل من الوزن بسبب قلة الطعام أفضل كثيرًامن الإصابة بالمرض بسبب الطعام.
- التطعيم ضد الأمراض المعدية ضروري جدًّا، ويعطى قبل السفر بمدة 6 - 8
أسابيع.
- الوقاية من أخطار الجفاف عن الإصابة بالإسهال أو الإنهاك الحراري نتيجة
لشدة الحرارة والرطوبة، وذلك بتناول السوائل الكثيرة الغنية بالأملاح
المعدنية والسكر كعصير الفواكه، والشربة، والشاي، وفي حالة الإجهاد في الجو
الحار الرطب يُضاف بعض ملح الطعام في الوجبات لحين التعود على الجو.
- لبس غطاء للرأس ونظارات شمسية على العين في حالة التعرض لأشعة الشمس، مع مراعاة التعرض لفترات تزيد تدريجيًّا، واستعمال الكريم الخاص بحماية
الجلد؛
وذلك للوقاية من ضربة الشمس وبعض الأمراض الجلدية.
- في حالةالاضطرار لأخذ حقن يجب استخدام الحقن المعقمةالوحيدة الاستعمال،
ومراعاةالإعدادلذلك مع معدات السفر. وفي حالةالاحتياج الضروري لنقل الدم
يجب التأكد من إجراءات فحص الدم لمرضى الإيدز، والالتهاب الكبدي الفيروس.
- تراعي المرأةعدم السفربالطائرة في الشهرالأخير من الحمل، وقبل انقضاء
سبعةأيام بعد الولادة، وعند الحاجة يمكن إعطاء الحامل التطعيم ضد الحمى
الصفراء بعد الشهر السادس من الحمل.
- يُمنع من السفر بالطائرة في حالات قصور القلب والأزمات القلبية الحادة
والذبحة الصدرية ، وارتفاع ضغط الدم أكثر من 200 مم زئبق ، وفقر الدم (الأنيميا الحادة) والأمراض العقلية، والصرع غير المسيطر عليه، وأي مرض مُعْدٍ شديد.
يحمل الحاج المسافرحقيبةإسعافات بسيطةبها مطهِّر، وغيارات للجروح، وكريم
ضد الشمس، وطارد للبعوض، ودواء ضد الملاريا، وأكياس أملاح تعويض السوائل
(علاج الجفاف) وحقن معقمة تستعمل لمرة واحدة.
"منقول ادعولي احج